الزوايا والأضرحة بالصويرة ..تاريخ في طريقه الى التغيير او النسيان .

0

الزوايا والاضرحة بالصويرة مؤسسات دينية واجتماعية ..

 

لم تكن المساجد والجوامع وحدها الأماكن التي يجتمع فيها سكان السويرة خاشعين أمام الباري تعالى . فقد كانت بالمدينة بنايات أخرى تشـارك الجوامع والمسـاجد في هذه الوظيفة ، وفي مقدمتها الأضـرحة والزوايا . وتشكل هذه المباني منظرا آخر من المناظر المعمارية في المدينة الإسلامية . وهي بنايات معقدة من الناحية الأثرية ويصعب مقاربتها بطريقة علمية واضحة . وتوجد الزوايا في أهم أحياء ” المدينة ” ! إذ تتوزع بشـكل محكم على طول محاور معروفة ومحددة . كما توجد بها عدة أضـرحة مقببة وغير مقيبة تاوي رفات أشـخاص ” مقدسـين ” معظمهم غير معروف الأصل . ورغم غموض هوية أصـحاب هذه الأصرحة ، فهي محاطة بحرمة وتوقير خاصين ، كما وقفنا على ذلك في عين المكان . 2-1- الزوايا كانت الزاوية في البداية كما يدل على ذلك اسـمها عبارة عن ركن ( angle ) بناية كبرى ( جامع أو غيره ) حيث يختلي المتصوفة وينقطعون للتعبد في البداية ثم شكلت مؤسسـات للوعظ والإرشـادة . ثم بعد ذلك بنيت مبان خاصـة للغرض نفسه ، فتطورت تدريجيا لتعرف وظائف أخرى تعليمية ودينية واجتماعية . ثم سـرعان ما انتقل المفهوم من الزاوية البناية إلى الزاوية المؤسـسـة أو الطائفة أو الطريقة . وقد أثبتت الدراسـات الأثرية ظهور هذه المؤسـسـات في العالم الإسـلامي منذ القرن الحادي عشر الميلادي . كما نسـتشـف من بعض الإشـارات التاريخية أن ظهور الزاوية بمفهومها لغرض الإحسان يرجع إلى العهد الموحدي عندما أسس أبو يوسف يعقوب بمراكش زاوية دار الكرامة ” . وبعد ذلك اهتم المرينيون بشكل خاص بتأسـيس شـبكة من الزوايا لأغراض أخرى وكان بعضـها يعرف بدور الضيافة ” . وكان الهدف الرئيسي من إنشاء هذه المؤسسات توفير الراحة لضيوف السلطان الوافدين من الخارج من كبار رجال الدولة والأعيان . وهذا ما يفسر الأشـكال المعمارية المتطورة لبعضـها ؟ . وفي عهد أبي الحسـن المريني عرفت الزوايا تحولا نوعيا إذ بالإضافة إلى وظيفتها كدور للضيافة أصـبحت تسـتقبل بعض الطوائف الصوفية والراغبين في تحصيل العلم ، وتزامن ذلك مع حرص المرينيين على بناء المدارس العلمية إلى جانب تلك الزوايا في أهم الحواضرة . وهكذا أصبحت الزوايا بالمغرب سواء منها التي أنشأها السلاطين أو التي أشرف عليها بعض الشيوخ مؤسـسـات اجتماعية حقيقية تجمع بين نشـر العلم ومبادئ التصـوف والأعمال الإحسـانية ” . وعرفت هذه الزوايا خلال القرن الخامس عشر الميلادي وظائف أخرى ارتبطت بالجهاد . وقد صادفت هذه الفترة بداية عملية سيطرة الإيبيريين على السواحل المغربية وضعف السلطة المركزية ، الشـيء الذي دفع ببعض الزوايا ( الجزولية مثلا ) إلى تزعم حركات الجهاد . وبقيام الدولة السعدية سعى محمد الشيخ السعدي إلى تقليص دور شيوخ الطريقة الجزولية التي عرفت انتشارا واسعا بالجنوب المغربي ؟. وفي العهد العلوي ، حاول المولى إسماعيل أن يرتبط بعلاقات ودية مع أهم الزوايا بالمغرب ، وذلك لوعيه بحاجة السلطة المركزية لهذه المؤسسات لضمان استمرارها فقد كان تحطيم الزوايا سببا في فوضى عرفها المغرب حلال ثلاثين عاما ” . وقد نهج سيدي محمد بن عبد الله سياسة مماثلة إذ نجده يمنح امتيازات لأرباب الزوايا المهمة . وفيما يخص السويرة ، فقد منح سيدي يوسف الناصري ( من الزاوية الناصرية ) قطعة أرضية مهمة ، وهي التي بني بها المسجد الجامع فيما بعد ” . وتختلف الزوايا عن الأضـرحـة شـكلا ووظيفة ، كما تختلف من فترة إلى أخرى . وهذا ما جعل الدارسين يرون أنه من الصـعب جدا تحديد الشـكل المعماري النموذج للزاوية في البلدان المغاربية ” . وبالرغم مما كتب من بحوث ودراسات في الميدان ، ما زالت التفاصيل المعمارية لهذه المؤسـسـات غير معروفة بالتدقيق . فنحن نجد أنفسنا أمام مركبات معمارية تبدو سهلة القراءة في أول وهلة ، إلا أن التمحيص في تفاصيلها يكشف على مبان صعبة التحليل . ومن ثمة صعوبة وضعها في مجموعة تصنيفية معمارية محددة typologie . وتكثر الزوايا بمدينة السويرة بشكل ملحوظ كما هو الشأن بالنسبة للحواضر المغربية الأخرى التي عرفت فيها هذه المؤسسات حركة متزايدة ابتداء من القرن السادس عشر الميلادي 12 . ومن الملاحظ أنه دمج معظم الزوايا في النسيج الحضري للسويرة وذلك بشكل منتظم إذ لا تخلو حومة من الحومات من زاويتها . وهذه الزوايا مرتبطة في غالب الأحيان بولاء طرقي إذ تم فرز ثمانية زوايا تابعة لطريقة معينة ضمن مجموع الزوايا التي يبلغ عددها إحدى عشرة 13 . تشكل الزوايا مؤسـسـات ذات منفعة عامة انتشرت بالخصوص في بلدان العالم المتوسطي ( إفريقيا الشمالية ، مصر ، سوريا ، الأناضول ) 14 . وتسييرها يتم عادة على نفقة خواص يهبون جزءا من أموالهم بعد بنائها لأجل ذلك . فالزوايا إذن هي نوع من دور الضـيافة المقدسـة ( الإطعام والإيواء ) ، ومكان لاجتماع الشيخ بأتباعه ومريديه ، ومجال للعبادة والتعليم . ونلاحظ أن معظم الطرق ممثلة في السويرة ، من ناصريين ودرقاويين قادريين وكتانيين وتيجانيين وجزوليين . وتنضـاف إليها بعض الطوائف كعيسـاوة وحمادشـة والرما وكناوة … ويتضـح أن هذه المجموعات الدينية والطائفية قد اتسـع نفوذها مع تطور المدينة وازدياد نشاطها الاقتصادي . فقد كانت لأرباب الزوايا أدوار اقتصادية مهمة إذ يساهمون في انتشار الأمن وبالتالي في انتعاش التجارة . وعلى هذا الأساس فقد كانت الزوايا تشترك مع الفنادق في وظيفة الإيواء ، فضلا عن وظائفها الاجتماعية الأخرى . ومن خدماتها كذلك التطبيب والمواســاة . فقد يسـتعان بالأولياء لمواجهة الظروف الطبيعية القاسية من أوبئة ومجاعة 16 . وسجلت كتب التراجم أن هذه المؤسسسـات كانت تتكلف ، خلال سنوات القحط ، بتوزيع الحبوب والقوت . كما كانت تشكل في معظم الأحيان مأوى للمحتاجين . وفوق هذا وذاك ، كانت الزوايا تلعب دورا أساسيا ترسيخ الأمن الاجتماعي ، وذلك بفض النزاعات بين الحومات ذات التشكيلة القبلية . وتتجلى أهمية الزوايا في اتساع نفوذها وكثرة المترددين عليها والقاصدين لمدينة الصويرة من أجلها . أما أهم الزوايا التي وقفنا عليها فهي : ه الزاوية الناصرية بدرب أهل أكادير 17 • زاوية سيدي بونو 18 بزنقة الشبانات ه الزاوية الجزولية بحومة درب أهل أكادير 19. وقد توفي مؤسسها بالصويرة سنة 201917/1335 ، ويتعلق الأمر بالتاجر المدعو الحاج مبارك بن علال البوزرفتوني المعروف بالبرادعي ، الذي تولى نظارة الأحباس أيام السلطانين المولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ . وحسب مراسلة موجهة إلى المخزن من القائد النكنافي فقد تم الانتهاء من بناء قبة الزاوية خلال شـهر رمضـان سـنـة 211300 , وتحتل الزاوية الجزولية في الصويرة دارا سكنية 22 . ه الزاوية العيساوية بزنقة سيدي الغازي 23 .
• الزاوية الغازية بزنقة سيدي الغازي . • الزاوية الركراكية في شارع الخضارين قرب السوق الجديد . • الزاوية الكتائية محل مسجد الشرادي سابقا ، أمام باب القصبة القديمة 2 . • الزاوية القادرية بزنقة سيدي محمد بن عبد الله في الملاح القديم 25 . • الزاوية التيجانية في شارع الحدادين 26 . • الزاوية الحمودشية بحي الشبانات بالقرب من مسجد سيدي عبد الله أو عمر 27 . • الزاوية الوزانية المعروفة محليا بدار الضمانة بدرب أهل أكادير بزنقة وزان 28 . • الزاوية الدرقاوية وتقع بالقرب من السوق الجديد 29 . وكان السلطان المولى عبد الرحمان من أتباع الطريقة الدرقاوية . • زاوية الرما بالطواحن بالقرب من سقالة القصبة 30 . • زاوية كناوة 11 بالطواحن . كانت زوايا مدينة الصـويرة في معظمها بسيطة إذا ما قورنت بزوايا مغربية مدروسة 32 . وفيما يلي بعض النماذج 433 2-1-1 – الزاوية الدرقاوية تقع الزاوية الدرقاوية بشارع الحدادين . وهي عبارة عن مبنى غير منتظم الشكل ( رسم 54 ، ص .561 ) يتصل بالخارج عبر دهليز طويل يتألف من جزاين متميزين بحيث تشكل الباب الداخلية حدود القسم الأول – الجزء الأول من هذا ” السطوان ” ينطلق من الباب الذي ينفتح على الزقاق ، ومقاييسه : 10 م × 2,20 م . وفي واجهته اليسرى توجد باب الميضأة . – أما الجزء الثاني من الدهليز فهو يوصـل إلى صـحن فسـيح ، وهو أقل طولا من الجزء الأول ومقاييسه : 7,10 م × 2,20 م .
تتوفر الزاوية الدرقاوية على بيت للصـلاة وهو مربع الشكل ( 8 م × 8 م ) ، تنتصـب وسـطـه سـاريتان مربعتان من الحجر المنجور وتتوسط جدار القبلة حنية المحراب ( صـورة 4 ، ص . 558 ) وهذا البيت ينفتح على سـاحة مكشـوفة تكاد تكون مربعة ( 11.20 م × 10,90 م ) وتتوسـطها أربع سـوار مزدوجة من الحجر المنجور . ويتضـح من التخطيط العام لهذه الساحة أننا أمام صـحن لمنزل سـابق تحيط به أروقة جانبية . وتنفتح عليها ثلاث غرف منتظمة كالتالي : قاعتان مسـتطيلتان متقابلتان ، وغرفة أخرى حولت إلى بيت الصلاة في الواجهة الجنوبية للسـاحة المكشوفة . وهذه الغرف مغطاة بسقوف مكونة من قناطر خشبية . يتضـح إذن من خلال شكل المدخل الملتوي والعناصـر المعمارية الداخلية أن تصميم الزاوية الدرقاوية يوافق تصميم دار سكنية . 2-1-2 – الزاوية القادرية تقع الزاوية القادرية في ” المدينة ” بحيث تنفتح على زنقة سـيدي محمد بن عبد الله المعروفة تباعا باسم زنقة المدينة والملاح القديم . وتتميز بنايتها بثراء زخرفي يتضح من خلال تفاصيله أنه ليس أصليا وإنما أضيف خلال السنوات الأخيرة . وينسب صـاحب ” الشموس المنيرة ” هذه الزاوية إلى فترة سـيدي محمد بن عبد الله دون أن يعطينا مزيدا من التفاصيل في الموضوع 35 . ومن المستبعد أن ترجع الزاوية إلى هذا العهد إذ أن الحي الذي توجد به كان مخصصا لليهود إلى حدود سنة 1807 حينما أمر المولى سليمان ببناء ملاح جديد شمالي الصويرة . وتحتوي الزاوية القادرية على خطوط منقوشـة داخل رصيعة تزين أعلى مدخل القاعة المقيبة ونصها : ” هذه القبة صنعت في 7 ربيع النبوي 1283 ” ويوافق 1866-67 ، وهو تاريخ توسعة البناء الأصلي بإضافة القاعة المذكورة . وتكمن أهمية الزاوية القادرية في كونها تضـم الجزء المتبقي من كسـاء الكعبة الذي كان يوجد ” ببيت اللطيف ” 36 . ومن حيث التنظيم المعماري تتشكل هذه الزاوية من القبة والمسـجد وقاعة خاصـة بالنسـاء وساحة مربعة معمدة وبيت للوضوء . ويتم الدخول إلى الزاوية من خلال بابين : باب صغير بسيط في شكله ومقاييسه ، ينفتح على زنقة أبي المحاجر ، وباب كبير وهو الرئيس و ينفتح على زنقة سـيدي محمد بن عبد الله . وفتحة هذا الباب الأخير تعلوها قوس نصف دائرية منكسرة ومحاطة بإطار مربع . وعلى يمين هذا الباب توجد قاعة صغيرة مربعة الشكل ومخصصة حاليا للنساء . وهذه القاعة مبلطة بالتراب المدكوك ( الدص ) وعلى الجدار الموجه للقبلة رسم قوس مصبوغ يرمز للمحراب . – القبة تشكل القاعة المقبية ( رسم 55 ، ص . 562-563 ) أهم عنصر هندسي في الزاوية ، وهي مربعة الشكل يبلغ كل ضـلع منها 6.25 م . أما سـقفها فينتظم على شـكل قبة ترتكز على أسـاس مثمن . ويحيط بالدائرة الأسطوانية للقبة مجموعة من الأقواس العمياء تعلوها ” شرافات ” مسننة .
وتوجد بجانبها قاعة أخرى مربعة الشكل تحتوي على عدة قبور . وتوجد القاعة المخصصة للصلاة في الواجهة المقابلة للقاعة المقببة . وهي عبارة عن بيت مربع الشـكل ( 7 م × 7 م ) زينت واجهته بعناصـر زخرفية نباتية . وفي وسـط جدار القبلة تجويف يرمز للقبلة ، وترتبط فتحته نصـف الدائرية والطفيفة الانكسار بإطار مستطيل بواسطة رصيعة دائرية الشكل . والكل متوج بثلاثة أقواس عمياء . وبأعلى الجدار شريط من الخطوط النسخية وهي عبارة عن الصيغة المتداولة في المباني العلوية : العافية الباقية . ويرتفع سقف بيت الصلاة على شكل هرم ذي أربع واجهات مزخرفة بتشبيكات هندسية ملونة . وتتقدم هذا البيت ساحة مغطاة و تحيط بها أروقة . وحسب الركراكي فقد كانت مكشوفة في الماضي وتم تسقيفها عندما أصبحت الزاوية تستقطب عددا كبيرا من الزوار 37 . عرفت الزاوية القادرية عدة إصـلاحات مما يفسـر كثرة الزخارف واختلافها ( صـورة 96،573 ) . فقد تم تغطية الجدران بقطع الزليج المختلفة الألوان والأنواع . كما نلاحظ أن الجدران تم صبغها بألوان متنوعة كالأصفر والأخضر والبنفسجي … 3-1-2- الزاوية التيجانية تقع في محور تجاري دائم الحركة ( سوق الحدادين ) . وتعتبر هذه الزاوية من أحدث الزوايا في المدينة . وقد قوي نفوذها بعد سنة 1930 عندما تبنت بعض الأسر الحاحية والشياظمية الكبرى هذه الطريقة . ومقر هذه الزاوية عبارة عن دار سكنية كانت في الأصل لعائلة معروفة بأيت تلضي 18 . وتعرف الزاوية بكونها احتضنت علماء مشهورين بالمدينة إذ درس بها القاضي مولاي أحمد بن المامون البلغيثي ومحمد بن سعيد الصديقي 39 . وبتضـح من المعاينة الأولى أن البناية عرفت عدة ترميمات متتالية . ويحتل المبنى مسـاحة واسـعة وغير منتظمة الشكل ، الشيء الذي يدل على الزيادات المختلفة التي غيرت الحدود الأصلية للبناء . وتتميز الزاوية التيجانية عن غيرها من الزوايا بالمدينة باحتضـائها قاعة معمدة تنفرد بها ( رسـم 56 ، ص .564 ) . وتتكون الزاوية التيجانية من مسجد للصلوات الخمس وقاعة معمدة وركن صغير للنساء وبيت للوضوء . تتوفر الزاوية التيجانية على ثلاثة أبواب : باب رئيس وبجانبه باب ثانوي ، وكلاهما ينفتح على شارع الحدادة . أما الثالث – وهو متواضع المقاييس – فينفتح على زقاق صغير في الواجهة المقابلة . ويتميز الباب الرئيس بمظهره الخارجي المزخرف ، ويبرز بفتحة قوسه نصف الدائرية المنكسرة والمحاطة بإطار مربع مفروش بقطع من الزليج الملون ، وفي أعلى هذا الإطار نقش تاريخ إجراء ترميمات مهمة في الزاوية ، وهو 1359 هجرية الموافق لسنة 1940 . – بيت الصلاة تتوفر الزاوية على بيت للصلاة مستطيل الشكل ( 6.45 م × 12,80 م ) ، ويحتوي جدار القبلة على محراب مخمس الأضلاع ، وهو عبارة عن فتحة تحيط بها الحجارة المنجورة ويصل علوها إلى مترين بينما يصل عرض فتحتها إلى 1,20 م ، ومن الملاحظ أن فتحة المحراب لا تتوسـط جدار القبلة كما هو معروف في البنايات الأخرى ، وهذا الوضع غير العادي قد يجد تفسيره في الوظيفة الأصلية للمبنى ، وينفتح بيت الصلاة على فضـاء واسع تتخلله غابة من الأعمدة . وحسب معلومات استقيناها في عين المكان فقد أضيف هذا الجزء بداية القرن الماضـي لتوسيع الزاوية . وقد تمت الزيادة على حساب مبان قديمة ( رياض كبير ) ومن المحتمل جدا أن تكون هذه الأعمدة جزءا منها فوظفت لبناء هذه القاعة التي تعتبر بشكلها هذا لغزا أثريا 40. وخصص الركن الشمالي من البناية للنساء بعد أن حوصر بحاجز خشبي من المشربية . وتوفر هذه الأخيرة للمصليات حرية تتبع الإمام وهن في معزل عن أنظار الرجال . ويتضح من هذا الوصف أن الزاوية التيجانية من أهم زوايا المدينة من حيث الزخارف والشكل العام . فر غم وضوح تخطيطها ، فهي تحير الباحث الأثري بتلك الأعمدة التي تنفرد بها 2-1-4- دار الضمانة 41 تقع دار الضمانة ، التي تعرف أيضا بالزاوية التهامية أو الزاوية الوزانية ، وسط حومة أهل أكادير في أقصي زنقة وزان ( صورة 45 ، ص .569 ) . وتشكل حلقة من مجموعة من البنايات ذات الصبغة الدينية التي تتجمع في تلك الحومة : الزاوية الناصرية والزاوية الجزولية وللا عزونة وضريح سيدي عبد الدايم ومسجد أهل أكادير . ويشكل سور المدينة إحدى جدران القبة التي تتكى عليه . لا تشتمل البناية على نقائش تساهم في التأريخ لها إلا أن شكلها العام يوحي بقدم المبنى . وتبدو الزاوية الوزانية لأول وهلة كبناية متواضعة في هيأتها العامة وفي مرفولوجيتها ( رسم 57 ، ص , 565 ) . وهي تتكون من العناصر المعمارية التالية : قاعة لإيواء الزوار – القبة – ساحة مكشوفة- بيت الوضوء . تتوفر الزاوية على مدخل رئيس ينفتح في الركن الشمالي الشرقي للبناء ، وهو يوصـل إلى سـاحة مكشوفة . وينفتح هذا الباب بقوس نصف دائري طفيف الانكسار ومحاط بإطار مستطيل تتخلله زخارف من الجبس وقطع الزليج . والمدخل متوج بـ ” شواف ” يحـمل قطع القرميد الأخضر أما الصحـن ، فهو مستطيل الشـكـل ( 10,90 م × 7,70 م ) وهو محاط بسواري تحمل أقواسا نصف دائرية من الحجر المنجور تتوزع حول جهاته الأربع وهي تتوزع كالتالي : ه قوسان في الواجهتين الشرقية والغربية • أربعة أقواس في الواجهتين الشمالية والجنوبية . وقد تم تسقيف الأروقة بطريقة ” تاسيوت ” المحلية بينما بلطت الأرضية بقطع الزليج . – القاعة المقببة وهي عبارة عن مساحة مستطيلة ( 8,30 × 6,80 م ) تتوسطها أربع ركائز تحد مجالا مربعا ( 4,70 م × 4,70 م ) وهذه السواري تحمل قبة أسطوانية الشكل , وتنتظم أعلى جدران هذه القاعة سلسلة من الأقواس العمياء . ويوجد في صـدر هذا البيت تجويف خماسـي يرمز للقبلة . وتبرز على واجهته زخارف حديثة عديمة الدقة في الإنجاز , تشـكل بناية الزاوية التهامية على العموم بناية متواضـعة جدا . ويتبين من محيطها الذي يتكون من دور متردية البناء ، أن المنطقة أهلة منذ زمن قديم . ويسـتشـف من موقعها بجانب السـور مباشرة أن القبر الذي يتوسط القاعة المقببة قد يكون من مخلفات الحدود الأولى للمدينة . 2-1-5- زاوية العبيد أو الزاوية الكناوية ترتبط فرق كناوة والرما بالجنوب المغربي بظاهرة الطوائف التي ازدهرت أثناء فترات مختلفة منذ عهد الدولة السعدية . ولهذه الفرق حضور قوي بمدينة السويرة . وتشكل زاوية كناوة حاليا مركز استقطاب هام ، خصوصا لارتباط طقوسها بالموسيقى الكناوية التي عرفت في السنين الأخيرة إشعاعا عالميا . – الموقع تقع زاوية كناوة داخل الأسوار بالقرب من البحر غير بعيد عن زاوية الرما ، في زقاق يؤدي مباشرة إلى السقالة ويعرف باسم زنقة الطواحن . وكان هذا المكان الذي ترتفع فيه الزاوية ، حسب الرواية الشفوية ، عبارة عن مجال مسور خال من أي بناء ، أهدته إحدى العائلات الثرية إلى جماعة من العبيد تم عتقهم 12. وكان من نصـيب هذه الجماعة تلك القطعة الأرضية التي تكلفوا ببنائها على شكل دار سكنية جعلوا منها زاويتهم . وتم بعد ذلك حفر بئر حسب تعليمات ” معلم ” يدعى سالم 43 . ومازال زوار الزاوية يتبركون بمائها . – الوصف لا يختلف التصميم العام للزاوية عن التوزيع الهندسي للمنازل السكنية التي زرناها بنفس الحومة . فقد بنيت الدار / الزاوية على نفس مخططات الدور السكنية بالمدينة , وهي تتكون من غرفتين متواضعتين من حيث المقاييس وتنفتحان على ساحة مكشوفة . وتدعى الغرفة الأولى بغرفة ” كانكا ” 44 وهي مخصصة للرجال ، بينما تستقبل القاعة الثانية النساء فقط . بجانب البتر يوجد مكان يعرف ب ” الكشـيئة ” وهو مخصـص للطبخ إذ يتم فيه إعداد الأطعمة عندما تحيى ” الليالي ” . وفي الزاوية الشرقية من البناية يوجد مسـجد صـغير . يتضح من الوهلة الأولى أن بناء الزاوية قد تم على مراحل وقد أضيفت غرف بالطابق العلوي تصلح كبيوت للضيوف الوافدين من بعيد .
ويلعب الفناء المكشـوف دورا مهما بالنسـبة للزاوية الكناوية بحيث تقام فيه ” الحلقة ” 45 حول كانون ( مجمر ) تحرق فيه البخور وتسخن عليه بعض الأدوات الموسيقية ” . ومن الناحية الأثرية فإن المبنى على العموم بسيط في شكله وتفاصيله وليس به ما يسترعي الاهتمام .

خلاصات :

بعد هذه الإطلالة السـريعة على بعض نماذج الزوايا بمدينة الصـويرة ، يمكننا أن نسـتخلص بعض الاستنتاجات التالية : إن الطرق الصوفية كانت منتشـرة بالصويرة ، ومازالت معظم هذه الطرق تحتفظ بحيويتها نسبيا . ووجود مختلف الطرق أيضـا دليل على انفتاح المدينة على عالم الصـوفية . فالصـويرة لم تكن حكرا على طريقة واحدة كما الشأن في بعض المدن المتوسطة المغربية . وانطلاقا من أسماء الزوايا نلاحظ أن بعضـها يحيل على قبائل مشهورة بالجهاد ( ركراكة ) والبعض الآخر مرتبط بعائلات ( الناصـربين ) أو حرف ( الرما وكناوة ) أو مجموعات مهمشـة ( حمـادشـة وعيسـاوة … ) . ويتضـح من البحث الميداني أن هذه الزوايا تلعب دور مؤسسات اجتماعية ودينية وأحيانا اقتصادية ، وتنعكس تعددية هذه الوظائف في التوزيع المعماري لهذه الزوايا : – فهي أمكنة للتجمع ( مساجد فسيحة على العموم ) ، توفر للمترددين عليها فرصة اللقاء . وهكذا تتحول زوايا عيساوة وكناوة وأهل الرما وغيرها إلى نوع من ” الأندية ” تلعب دورا اجتماعيا لا يستهان به ، فضلا عن وظيفتها الدينية ( الصلوات الخمس وتلاوة القرآن والأذكار … ) – وهي أيضـا محطات لإيواء التجار أو المسافرين وأحيانا المحتاجين ذلك أنها تستقبل الناس خلال المواسم وتوفر لهم السكن والأكل . – وهي أخيرا أمكنة للتعليم إذ أن شيوخ الزوايا عادة ما يتكلفون بالتدريس والوعظ والإرشاد ، وكانت الزوايا في الماضي تسهر على تعليم طريقتها للوافدين عليها أما في الوقت الحاضر فعلى العموم تقلصت وظائفها إلى درجة أن أبواب بعضها ظلت موصدة جل الوقت . وتمثل زوايا الصـويرة حاليا شـواهد أثرية مهمة تذكر أسماؤها ومواقعها ببعض المحطات التاريخية المنطقة والمدينة . وهكذا فالزاوية الركراكية التي تحتل مقر فندق قديم 47 بالمدينة ما زالت تحمل في اسـمها وشـعارها ” يا ركراكة يا لحرار ” مذكرة بأيامها الجهادية . وقد عرفت هذه الزاوية ، إلى جانب الزاوية الجزولية ، بدورها الكبير في الجهاد والدفاع عن المنطقة ضـد الغزاة . أما زاوية الرماء فهي بدورها تذكر بأولئك الرماة الذين عملوا على حماية ثغر الصويرة من جهة البحر . وترمز الزاوية الكناوية إلى سجل من العلاقات التجارية مع إفريقيا جنوب الصحراء وإلى الدور الذي لعبه العبيد في تاريخ بناء المدينة . وأخيرا ، فإن الزاوية الناصـرية ببنائها المحكم وموقعها الممتاز تعتبر شـاهدا أسـاسـيا عن عهد ازدهار النشـاط التجاري الذي عرفته المدينة .


مراجع وتفسيرات ……

– باستثناء ” المدينة ” لا يوجد هذا الصنف من المباني بكل من القصبة القديمة والقصبة الجديدة . ( ) – محمد حجي ، الزاوية الدلانية ودورها الديني والعلمي والسياسي ، الرباط ، الطبعة الأولى ، 1964 صة . ( * ) – ذكر محمد المنوني منها ” دار الضيفان ” مع وصف موجز لهذه الزاوية ، للمزيد من التفاسيل ، انظر : محمد المنوني ، ورقات عن حضارة المرينيين ، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، سلسلة بحوث ودراسات رقم 20 ، 1996 ، ص 67 – f68 ( 1 ) – انظر على سبيل المثال بقايا زارية النساك بسلا والتي تعتبر من روائع العمارة المرينية ، وقد وصفها سارسي بايجاز : .Georpes MARCAIS ( ۸ ) – تشكل المدرسة الزاوية بشالة أهم نموذج يعكس هذا الاتجام وعن الأشكال المعمارية لهذه المدرسة الزاوية ، انظر : ( -SOURDEL Dominique & Janine , Dictionnaire historique de l’Islam , Ed . Presses Universitaires de France . lère Ed . , 1996 , p.864 L’architecture musulmane … p.284 MARCAIS , op.cit , p . 283-284 Georges ( -SOURDEL Dominique & Janine , op.cit . p.864 ,
– محمد حجي ، الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعدين ، فضالة ، 1978 ، ج 2 ، ص 533-534 . ( ) . انظر أعلاء الفصل الخاص بالجوامع والمساجد : جامع سيدي يوسف , -Prosper RICARD , Pour comprendre … p.212 . Ahmed SAADAOUL , Testour du XVIIème au XIX ème siècle . Histoire architecturale d’une ville morisque de Tunisie : Publications de la Faculté de Manouba , 1996 , p . 209-210 , ( ” ) . أما الأربعة الباقية فهي من الزوايا الطائفية : زاوية كناوة وزارية عبسارة وزارية الرما والزاوية الحمدوشية . -Abdallah LAROUL Histoire du Maghreb , T.II , Ed . Masper , Paris , 1975.p.35 . -Prosper RICARD , op.cit . , p.213 . ( -Oleg GRABAR , Penser l’art islamique , une esthétique de l’omement ; Ed . Albin Michel , 1996.p.133-134 .
( – لم يوجد بالصويرة في بداية القرن الثامن عشر مارستان فقد كان أصحاب الأمراض المعدية ( مثلا داء الجذام ) يرسلون إلى سجن الجزيرة الكبرى ، بينما تتكلف الزوايا بالتطبيب العادي . ( ” ) – ابن الزيات ، التشوف لرجال التصوف ، ص89-90 هامش 253 . ( ۳ ) – أسست الزاوية الناصرية بتامكروت في بداية القرن السابع عشر على يد محمد بن الناصر الدرعي و شكلت ملتقى تجاريا كبيرا تقصده القوافل من كل الجهات . ولعبت هذه الزاوية بالسويرة دورا ملموسا في توفير ظروف الأمن للتجار واللوازم الضرورية للقوافل التجارية القادمة من الجنوب ( ۱ ) – من متصوفة الأندلس الذين الدمجوا في المغرب للمزيد من التفاصيل ، الظر : محمد فتحة ، النوازل الفقهية والمجتمع : في تاريخ الغرب الإسلامي من القرن » إلى الهجري / 12-15م ، الدار البيضاء ، 1999 ص .185 ( ۱ ) – ظهرت الزاوية الجزولية عندما أسسها الجز ولي المتوفي سنة 1465 م في الجنوب المغربي . وقد انطلقت الزاوية كمثيلاتها بأهداف دينية وثقافية ، ولكن سرعان ما تحولت إلى قوة سياسية عندما بدت بوادر الضعف على الدولة السعدية . وقد تجلى ذلك عندما أحلت على عاتقها مهمة الجهاد أمام خطر الاحتلال الأجنبي للمزيد من المعلومات حسن جلاب ، مادة ” الجزولي سليمان الشيخ ” ، معلمة المغربية ، عددو ، مي 3011-3012 ( 3 ) – الصديقي ، إيقاظ السريرة . ( 1 ) – رسالة القائد النكنافي إلى المخزن بتاريخ 3 ارمسان 1300 ، محافظ الصويرة ، م و م لي . بجنوبها الغربي حسب وثيقة عائلية بتاريخ 9 جمادى 4/1319 أكتوبر 1901 وهي بحوزة الزارية ، انظر ( * ) – كانت تعدها حواليت سوق أها شرف طاحونة أيت عيد الله البرادعي مقدم الزاوية وحسب الوثيقة هذه الدار من مقاييس منطر وهو المبطر طولا ورضها منطر ولا في الجهة المطرية وكشينة زايدة على المقياس طولها مطران ونصف المبطر وأكرور وباب الدار طوله 5 مباطر وثلاثة أربا المبطر ورضه مبطر واربعون سنتيمافي الجهة الموالية للزنقة وميطران في الجهة الموالية لداخل الدار ” ( 1 ) – تنتسب طائفة عيساوة إلى الشيخ الهادي بن عيسي دفين مكناس . ومن المعروف أن هذه الطائفة تقيم حفلا دينيا ابتداء من يوم المولد النبوي ويدوم
: 1- ( ¹ ) على يد علي بن حمدوش بمنطقة تادلة ، وتوجد زوايا احمادشة في عدة مناطق مغربية ( 0 ) – تأسست الزاوية الكتانية بفاس حوالي 1850 و هي فرع من الزاوية الدرقاوية . واستغر ممثلو الزاوية بالصويرة في بداية القرن العشرين واتخذت مسجد الشرادي مقرا لها ( معلومات من المقدم الحالي الزاوية ) . ( * ) – واعتبرت الطريقة القادرية من الطرق الشعبية كعيساوة وحمادشة ( ۸ ) تأسست التيجانية في الجزائر في القرن الناس . وكانت الطريقة التيجانية في المغرب تضم شخصيات مخزنية وأدباء وتجار كبار ، واسست بالمغرب د سيدي احمد التيجاني ( ) – تاسست طريقة حمادشة وتقع الزاوية المركزية حول ضريح سيدي علي يجبل زرهون . ( * ) – نشأت الطريقة الرزة في القرن السابع عشر على يد مولاي الله الشريف ( 1 ) – تنتسب الزاوية الدرقاوية إلى الشيخ مولاي العربي الدرقاوي الذي أسسها في القرن الثامن عشر . ( * ) – كلمة ” الرما ” ترخيم للكلمة المر ” الرماة ” ، مما يدل على – ده فرقة عسكرية متخصصة في رمي السهام والنبال ( 1 ) – وينتسب كنارة إلى غينيا وهذه الزاوية لا تقبل كأعضاء سرى السود ( * ) . على سبيل المثال زاوية النساك بسلا زرنا كل الزوايا المذكورة أعلاه ، غير أننا لم نقم بالدراسة ة لكل بناياتها فاقتصرنا على بعض النمادج التي بدت لنا ذات أهمية أثرية . ( ) – عن الطريقة الدر قارية بتفصيل ، الظر روجي اوطورنو ، فاس قبل الحماية ، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر ، ابروت 1986 ، ص 869 ، هامش # . 82-1781 / 1196 /
( * ) – الركراكي ، الشعوس المنيرة .. س 47 ( * ) – انظر أعلام ، الفصل الخاص بالتحصينات
– الركراكي ، الشموس المنيرة … ص 47. ( ۱۱ ) – استقينا هذه المعلومات من الرواية الشعرية في عين المكان ، ( ” ) – صاحب إيقاظ السريرة
( * ) – تشبه تيجان هذه الأعمدة كثيرا ما عايناء في بعض الدور السكنية بالصويرة . ( ” ) – كانت هذه الزاوية تستمل كذلك كملجا يقصدها الراغبين في الاحتماء .
( ) – يتكون السود بمدينة الصويرة من عناصر مختلفة فبالإضافة إلى البواخر ، الذين يتحدرون من الجيش الذي أسسه المولى إسماعيل ، هذاك العبيد الذين تحرروا وهم من أسول سودانية ، وقد اعتنقوا الإسلام إلا أنهم احتفظوا ببعض تقاليد الريفيا جنوب الصحراء ، وكان معظمهم يزاول الحرف التي تتعلق بالبناء . ( ) – وهو من عديد السويرة وكان متخصصا في حفر الآبار ( * ) – والكلمة أمازيغية وتعني الطبل
– عن شمائر هذه الزاوية ، انظر : روجي لوطورنو ، مس سن 875 ( ” ) – حب مقدم الزاوية ، يستعمل هذا الصحن لوضع بعض الأواني الطينية إلى جانب الكانون ، وذلك في إطار طقوس تهدف إلى الوصول إلى ما يسمي مرحلة ” الحال ” حيث تتم معالجة بعض الحالات النفسية
– نظرا لاتساع نفوذ هذه الزاوية وكثرة أعضائها فقد اتخنت

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.